سواء كنت متزوجًا منذ أعوام أو أشهر، فإن الإرهاق في العلاقة أمر شائع وهو يعني انطفاء شرارة التوهج التي كانت في بداية العلاقة وان شيئًا ما مفقودًا وتضاؤل الاهتمام بشريكك بعد أن كان حبك له متوغل بداخلك بعمق.
انت لست وحدك وأنا كمدربة مدي الحياة ومتخصصة في العلاقات أساعد عملائي على بناء علاقات قوية مع شركاء حياتهم ولهذا السبب كنت حريصة على مشاركة هذه الأفكار معكم.
ما هو الإرهاق في العلاقة؟
قبل كل شيء سنشرح شعور الإرهاق في العلاقة وهو شعور خفي و متسلل يحدث ببطء دون ان يلاحظه الشريكان وهو عكس الخيانة و الخداع اللذان يؤديان الى انفجار و كسر واضح و شقاق في العلاقة.
يبدأ الإرهاق في العلاقة بصراعات صغيرة او خيبات امل صغيرة متكررة تم التغاضي عنها وخلافات لم يتم حلها ومع مرور الوقت تتراكم هذه المشاعر و تتضخم على الرغم من عدم قدرتك على تحديد سبب واضح لحدوثه.
انه مثل الموت من مائة جرح في البدايه صعب تلاحظ الجروح ولكن مع زيادة الجروح يكون من المستحيل تجاهل النزيف الذي يحدث وتتجه العلاقة في اتجاه فقدان الشغف وعدم الرضا واصطياد الاخطاء لبعضهما البعض.
هناك حقيقة حول الزواج عندما تنتهي مرحلة شهر العسل و يصطدم الزواج بالعالم الحقيقي ومع طول مدة العلاقة الزوجية يتجلي الإرهاق علي العلاقة حيث أن الأفكار الرومانسية غير الواقعية عن السعادة الأبدية تتغير في بعض النواحي في العلاقة الزوجية و بغض النظر عن سخونة العلاقة في وقت مبكر فإن المدى الطويل للزواج ينقل الزوجين بعيداً تماماً عن البداية الرومانسية.
ولكن يجب ان ندرك ايضاً اذا كانوا على استعداد لبذل الجهد سيتحسن الأمر كثيرا بمرور الوقت وتصبح علاقتهما اكثر التزاما و حميمية حيث يحدث الشعور بالإرهاق في العلاقة عندما تتحول العلاقة من رغبة الشريكين ان يكونا معاً الي قناعة لقبول ما هو متاح والألفة لمشاعر الملل بينهما ويكون التقاتل في العلاقة اكتر من الاستمتاع بها.
كيف تتعرف علي الإرهاق في العلاقة العاطفية أو الزوجية؟
في العلاقات العاطفية او الزوجية يحدث الإرهاق في العلاقة عندما يحدث ما يلي :
١- عندما تكون ديناميكية قوة العلاقة غير متوازنة مثل
- عندما يقوم شريك بمفرده معظم القرارات دون مراعاة مشاعر شريكه
- عندما يكون للشريك دون غيره الكلمه الاخيره في أي خلاف
- عندما يتمسك شريك دون الاخر بمطالبه ويرفض التنازل او مراعاة شريكه
- ان يتجنب أحد الشركاء مشاركة اراؤه خوفا من حدوث اي صراع
- ان يتعامل احد الشركاء باستمرار بعدم احترام تجاه الآخر
- عندما لا يكون هناك مساواة وعدل في الحقوق والواجبات بين الشريكين
- عندما يبذل شريك الكثير من الطاقة في العلاقة ولا يحصل علي شيء في المقابل او يحصل علي نتائج هامشية
- عندما يكون نجاح العلاقة مسؤلية شريك دون الاخر
٢-عندما يلوم الطرفين بعضهما البعض مثل
- تتحول المحادثات الى توجيه اصابع الاتهام وتحديد من هو اكثر ذنبا من الاخر
- عندما يشعر الطرفان بالاحباط و خيبة الامل من العلاقة
- عندما يتصيد كلا الطرفين او أحدهما أخطاء الآخر
- عندما يتوقف الشريكين عن العمل كفريق ويتعاملون ضد بعضهما البعض
٣- عندما تتحول العلاقة إلى ساحة قتال مستمرة مثل
- الجدال الدائم حول القضايا العامة
- يزعجك كل شيء يتعلق بالشريك
- يصبح الملل هو الغلاف الحقيقي للعلاقة
٤- الافتقار إلى التواصل
- التوقف عن الحديث الودي المشترك بين الشريكين
- ان يتحول أي حوار بين الشريكين لمجرد قائمة بالاحتياجات العائلية والالتزامات الاجتماعية والمادية
- الصعوبة في التخطيط لمستقبل مشترك
- الافتقار إلى التوازن بين قضاء الوقت بمفردك و قضاء الوقت معا كشريكين
- التعامل مع العلاقة بمنظور فردي وليس كشركاء
٥- ان يكون الزواج احادي بمعني انه ليس عن رغبة الشريكين مثل
- ان يكون الهدف من الزواج هو مجرد الخوف من العزوبية او الوحدة
- ان يكون الهدف هو انجاب اطفال وتكوين اسره لاظهار شكل اجتماعي مقبول
- ان يكون الهدف من العلاقة مجرد هدف مالي بمعني الاستفادة المادية من الشريك بغض النظر عن المشاعر بينهما
- ان يكون الزواج تم بدون اعطاء الاهتمام لرغبة احد الطرفين كما يحدث في بعض تقاليد وعادات بعض الشعوب
ومع ذلك من السهل حل المشكلات التي تؤثر على علاقتهم ببعض اذا اراد الشريكان بأن يوجد اتفاق متبادل علي العمل علي علاقاتهم ويتعاملوا مع بعضهم كفريق واحد وليسا كمتنافسين و يدركوا أنهما ليسا ضد بعضهما البعض، إنما هما ضد مشكلة العلاقة المرهقة ذاتها إذا أرادا الانتصار و العودة إلي سعادتهما المفقودة.
استراتيجيات لعلاج الإرهاق في العلاقة:
١-اتفقوا سويا على أهمية العمل معًا كفريق للتخلص من الإرهاق في علاقتكما.
٢-حافظوا على التواصل اللفظي بألفاظ محببة لكل شريك تدعم قبول و محبة كل شريك الآخر .
٣-العلاقة الحميمة الجسدية ضرورية لصحة علاقتكما.لانها تؤدي إلى تقوية الارتباط النفسي و الجسدي بين الأزواج ويقلل من أي سلبية موجودة.
٤- إعادة إحياء الشغف بين الشريكين عن طريق لمس بعضكما البعض عاطفيا و ذلك لتقوية الروابط وإعادة بناء الثقة بينهما.
٥- حافظوا أو ابتكروا طقوس وممارسات جديدة تكون جزءًا من علاقتكما مثل تناول القهوة أو إعداد الوجبات معاً.
٦- أن يتشارك الزوجان في كل شيء مثل الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والحيوانات الأليفة.
٧- أظهرا الامتنان لبعضكما البعض فمن منا لا يحب المجاملة؟ لأن مدح الشريك يعزز التزامك تجاهه وتذكيرك لسبب وجودك في العلاقة.
٨- البعد عن المجاملات الفارغة والبحث عن طرق لتعزيز مصداقية المشاعر الجيدة المتبادلة.
٩- تدوين صفات الشريك الايجابية والإنتباه إليها.
١٠- عدم الخوف من طلب او شرح ما تحتاجه من شريكك.
١١- يجب تحديد التوقعات حول الكيفية التي تريد أن تتقدم بها العلاقة مع تحديد قائمة بكل الأشياء التي ترغب في تغييرها في العلاقة .
١٢-أن يكون التغيير في العلاقة المرهقة عن طريق خطوات مشتركة من الشريكين ونقط محددة نحو هدف واحد وهو الوصول لعلاقة صحية سعيدة لكلا الطرفين.
١٣- تحديد عمليات تقييم منتظمة للعلاقة وشرح المشاعر الجديدة بعد التطور والتمييز بين ما نجح و مالم ينجح في تقييمات العلاقة.
١٤-التواصل المنتظم بين الشريكين لمناقشة الاحتياجات والتوقعات المطلوبة من كل شريك للآخر.
١٥- ان تهتم بتلبية احتياجاتك بالعناية الفردية لنفسك للتركيز على النمو بشكل مستقل والعثور علي شغفك و أحلامك.
١٦- لا تحاول تغيير صفات شريكك لانها تقلل من قدرتك على التواصل معه وبدلا من ذلك ركز على تحسين نفسك.
١٧- توقف عن لوم بعضكما البعض وتحملا المسؤولية الفردية عن افعالكم.
١٨- قدم الاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبتها لأنها تساعد في الشفاء من جراح العلاقة المرهقة.
١٩- ايجاد طرق للترفية والمتعة تشتركا فيها سوياً.
٢٠- اذا لم تستطع بمفردك اذهب الي مدرب للعلاقات لأنهم يتبعون أساليب وخطوات علمية تساعد في جودة العلاقة بطرق احترافية.
واخيراً
العلاقات العاطفية وجدت لكي تجعلنا أكثر سعادة وليس العكس لذلك تواصلوا وتأكدوا ان العلاقة تستحق ان يبذل فيها مجهود للحفاظ علي جودتها وان تحافظوا على انك وشريكك شخصين فلا تفقد نفسك لشريكك و لا يذوب ايا منكما في الآخر
لذلك كونوا متحابين و مترابطين ولكن حافظوا على هويتكم الصحية وحددوا أحلام وأهداف مشتركة بينكم ولكن لا تتخلوا عن أهدافكم وأحلامكم الفردية.
إذا كنت في علاقة مرهقة لا تتردد في سؤال متخصص حيث يعمل مستشارالعلاقات كوسيط يسمح لكلا الشريكين بإبداء آرائهم حول قضايا علاقتهما كطرف محايد في منطقة خالية من الأحكام.
اذا كنت في علاقة مرهقة اتصل الآن لنعمل معاً
إذا أعجبتكم مدونتنا يسعدنا جدا مشاركتها
المصادر
