المرونة النفسية والعقلية ببساطة درجة من النضج النفسي تجعلك تستجيب لتحديات الحياة بطريقة سليمة مناسبة للتعامل معها وتشمل أن تكون على وعي بكيف ومتى تتصرف وفقا للظروف المحيطة وقدراتك الخاصة في كل مجريات حياتك بقرارات و سلوكيات عاطفية وفكرية صحيحة والبحث عن حلول لتجاوز هذه الأزمات أو التأقلم معها بطرق مختلفة وايجابية بدلا من اليأس أو الإحباط والاستسلام لتك الظروف الصعبة.
والمقصود بالتأقلم هنا ليست قبول اوضاع غير مريحة أو غير مقبولة من الآخرين ولكن المقصود هو بذل مجهود نفسي و عقلي بصورة واعية لحل مشكلة ما أو احتواء موقف للتقليل من التوتر و القلق المصاحب لهذا الموقف والتفكير بفاعلية للوصول لأفضل الحلول الممكنة
ولأن المرونة النفسية هي حالة من النضج وليست صفة يولد بها الشخص فإن أي شخص عادي يمكنه أن يكتسبها و ينميها لأنها ليست قوة خارقة او نادره إنما هي سلوك فردي لا تحتاج إلا إلى وعي الفرد بقدراته النفسية.
فإن عدم المرونة العقلية والنفسية تفجر المشاعر السلبية وتجعل الفرد غير قادر على التعامل مع آليات الحياة بصورة فعالة سنوضح بعض هذه السلوكيات
بعض سلوكيات الأشخاص الذين يفتقرون المرونة النفسية والعقلية :
١-التفكير الكثيرً في المشكلات بطريقة تجعلهم يشعرون بأنهم ضحايا الظروف الصعبة والسيئة
٢- إلقاء اللوم على الآخرين او على الظروف ورفض أي أساليب للتكييف
٣- اللجوء إلى آليات التكيف غير الصحية، مثل تناول المخدرات أو الكحوليات
٤- الاستسلام لمشاعر الغضب التي تشتت الانتباه والقدرة على العمل،
٥- الانغماس في مشاعر الخوف وإثارة لذكريات الفاشلة في الماضي مما يسلب الانتباه والتركيز وضعف الأداء،
٦-ان يتحكم الحزن في حياتهم وإفساد مزاجهم وضعف عزيمتهم
٧-الاستجابة المبالغ فيها للقلق مما تؤدي إلى العجز والإعاقة عن تحقيق الأهداف التي يرغبونها.
٨- الشعور بالاستياء والإحباط من الآخرين مما يعيق التقدم ويسلب الدوافع.
٩-الشعور بالتعب والإرهاق دون القدرة على إيجاد حلول بديلة
للأسف يوجد سوء فهم حول الأشخاص ذوي المرونة العقلية والنفسية حيث احيانا يتم تصنيفهم بأنهم لا يعانون مثل الآخرين لذلك هم متفائلين مهما اختلفت الظروف ولكن هذا غير حقيقي.
كل ما حدث أنهم استطاعوا مع الوقت والمثابرة موازنة مشاعرهم السلبية بأخرى إيجابية واكتسبوا أسلوب للمواجهة مكنهم من تجاوز تحديات الحياة بصورة فعالة.
صفات الاشخاص ذوي العقلية المرنة
١-الاعتماد على القوة الداخلية الخاصة بهم والتي تعينهم وتساعدهم على التماسك عند الفشل في أمر ما أو عند مواجهة صعوبات الحياة.
٢-التعلم من أخطاء الماضي لكونها منحت لهم مجموعة جديدة من التجارب والخبرات التي تفيدهم في المستقبل بطريقة أو بأخرى
٣- دائما يعيدوا النظر في ترتيب أولوياتهم ويغيروا سلوكياتهم وظروفهم لتكون واقعيًا أكثر وتناسب الحالة الراهنة
٤-لديهم دافع بإنجاز المهام
وتحفيز داخلي على القيام بالعديد من المهام وبأفضل طرق ممكنة.
٥- لديهم دائما خطط بديلة و استراتيجية للتكيف أو للتعامل مع تحديات الحياة بطريقة مختلفة واتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة ذلك
٦- لديهم مهارات التواصل وحل المشكلات والثقة في القدرات ونقاط القوة
٧- لديهم القدرة على إدارة المشاعر القاهره والدوافع الخفية لديهم
٨- لديهم القدرة على سرعة التعافي من التجارب والمواقف المؤلمة.
لذلك المرونة العاطفية والعقلية هي عامل هام جدا لمساعدة الفرد على الاستمرار في الحياة بطريقة تخلو من الضعف والأمراض المزمنة التي قد تحدث نتيجةً تأثير المشاعر السلبية على الأشخاص وهذا
ما توصل له الأطباء و الباحثين عبر مرور السنين هو أن أقوى وأفضل طريقة لمكافحة القلق والتوتر هي أن يقوم الفرد ببناء المرونة العقلية والقوة الذهنية الخاصة به بشكل مستمر، خلال مسيرته الحياتية
لذلك هناك عدة تمارين ينبغي اتباعها بشكل يومي من أجل بناء المرونة العقلية وتلك التمارين متمثلة في النقاط الآتية:
1- تصور النتائج الإيجابية
عند بداية كل يوم جديد أو عند نهايته، قم بالتفكير في جميع المواقف الصغيرة والكبيرة غير المؤكدة في حياتك، ثم اسأل نفسك ” هل سأستطيع الحصول على تقييم أداء جيد؟
والآن قم بتخيّل النتائج الأكثر تفاؤلًا وبهجة لتلك المواقف، ولا تتخيّل النتيجة المقبولة فقط، ولكن تخيّل أفضل نتيجة يمكن تخيلها على الإطلاق.
وذلك ليس لتجهيزك لخيبة أمل أكبر إ، ولكن من أجل تقوية وتعزيز القدرة الخاصة بك على توقع النتائج الإيجابية، كما من الممكن أن يفتح أمامك فرصة للخروج بأفكار رائعة ومذهلة ومبتكرة لتحقيق أحلامك
2- جرب شيء جديدًا
في العصر الحالي، أصبح الاشتراك في دورات جديدة عن طريق الإنترنت أو الانضمام إلى الأندية الرياضية أو المشاركة في الأحداث الافتراضية أبسط مما مضى،والفكرة هنا أنه من الممكن تحفيز عقلك وجسدك للقيام بتجربة عدة أشياء جديدة لم تجربها أو تفكر بها من قبل، وليس شرطًا أن يكون تمرينًا، تجربة مجهدة، ولكن يمكن أن تكون تجربة مبتكرة وجديدة وتكون أعلى من مستواك بشكل قليل، أو خارج منطقة راحتك
3- تدرب على التغريد الذاتي الإيجابي
قم بتذكر الأمور الإيجابية، ولا يتطلب الأمر أن نقوم بمشاركتها مع الآخرين، والفكرة هي تحفيز نفسك في بداية يومك وأيضًا في نهايته،
فكر في الأمر الذي قد يخبرك به الداعم الأكبر لك في هذه الحياة، سواء كان والديك أو شريكك أو صديقك أو مرشدك ثم ردد هذا الأمر في ذهنك
4- انغمس في الطبيعة
عند قضاء بعض من الوقت في الطبيعة فذلك له آثار إيجابية على صحتك العقلية، وهذا ما أظهره العلم بشكل متكرر، حيث وجدت دراسة قد تم إجراؤها في عام 2015، وهي أن التأمل في الطبيعة يمكن أن يقوي ويعزز صحتك النفسية ومرونتك العقلية والذهنية بشكل كبير للغاية.
تنفس بعمق واسترخِ، وقم باستخدام كافة حواسك لابتكار وعي متزايد بالعالم الطبيعي، حيث يدعمك ذلك نفسيًا ويعزز ذلك التمرين من المرونة العقلية لديك بشكل عام، لأنه يعمل كنوع من استرجاع الطاقة ويعيد التوازن لكيانك.
٥- تحويل القلق إلى تقدم
من الضروري معرفة أن مرونة العقل هي التي تجعلنا مرنين في الأوقات الشاقة، وتعلمنا كيف نُهدئ من روعنا، ونقوم بإعادة تقييم للمواقف، وكذلك نعيد صياغة لأفكارنا ونتخذ قرارات أكثر ذكاءً، ومن السهل أن نستفيد من ذلك ونذكر أنفسنا بأن القلق ينبغي ألا يكون سيئًا بشكل دائم،
في النهاية
إن التحلي بالمرونة العقلية لن يؤدي إلى انتهاء مشاكلك والقضاء عليها، ولكنه سوف يعطيك القدرة الفائقة على تجاوزها والتمتع بالحياة والتعامل بطريقة أفضل مع ضغوطات الحياة
إذا كنت لا تمتلك الا القليل من المرونة العقلية أو النفسية ويؤثرذلك سلبًا على حياتك وقراراتك وتحتاج إلى مساعدة ، فاتصل بنا للعمل معًا.
المصادر والمراجع
- The Road to Resilience. نسخة محفوظة 22 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ Pedro-Carroll, JoAnne (2005). “Fostering children’s resilience in the aftermath of divorce: The role of evidence-based programs for children” (PDF). Children’s Institute, جامعة روتشستر. ص. 4. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-06-01. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-30.
- ↑
- تعدى إلى الأعلى ل:
- أ ب John W. Reich؛ Alex J. Zautra؛ John Stuart Hall (2012). Handbook of Adult Resilience. Guilford Press. ص. 114. ISBN 978-1-4625-0647-7. مؤرشف من الأصل في 2020-01-29.
- ^ Garmezy, N. (1973). “Competence and adaptation in adult schizophrenic patients and children at risk,” pp. 163–204 in Dean, S. R. (Ed.), Schizophrenia: The first ten Dean Award Lectures. NY: MSS Information Corp.
- ^ Garmezy، N.؛ Streitman، S. (1974). “Children at risk: The search for the antecedents of schizophrenia. Part 1. Conceptual models and research methods”. Schizophrenia Bulletin. 1 (8): 14–90. doi:10.1093/schbul/1.8.14. PMID 4619494.
- ^ Werner, E. E. (1971). The children of Kauai: a longitudinal study from prenatal to age ten. Honolulu: University of Hawaii Press, (ردمك 0870228609).
- ^ Werner, E. E. (1989). Vulnerable but invincible: a longitudinal study of resilient children and youth. New York: McGraw-Hill, (ردمك 0937431036).
- ^ Masten، A. S.؛ Best، K. M.؛ Garmezy، N. (1990). “Resilience and development: Contributions from the study of children who overcome adversity”. Development and Psychopathology. 2 (4): 425–444.